languageFrançais

عندما يجتمع ''الربوخ'' مع ''اركز هيب هوب'' على مسرح قرطاج الدولي 

"أيا نبداو بالصلاة على النبي"، على الساعة العاشرة ليلا وأمام شبابيك مغلقة، اختار الممثل جمال المدّاني استهلال عرض "الربوخ" لحاتم اللجمي عبر الصلاة على رسول الله والتي تلتها تقديم للفنان عطيل معاوي الذي أدّى أغنية "انزاد النبي" ليبدأ العرس التونسي على ركح مسرح مهرجان قرطاج الدولي. 


"الربوخ" وهو فن "المزود"، جمع أكثر من ثلاثين عنصرا بين مغنين وعازفين وكورال، هو رحلة خاضها حاتم اللجمي منذ بداية سنة 2015 والتي تقوم على جمع المزود والغناء الصوفي ومختلف النوب التونسية في عرض واحد. 


على مدى ساعة ونصف، راوح اللجمي بين مختلف "النوب" التونسية على غرار "سيدي عبد القادر" و"المنوبية" و"سيدي علي عزوز" التي أدتها أصوات جسّدت الموروث الثقافي من خلال لباسها (الدنڤري والزنار) من بينها "عطيل معاوي" و"هشام بن عمر" وحسّان الكافي" و"محمود الحبيب".


طبوع تونسية ومقامات مختلفة من العروبي والفزاني والغيطة سافر فيها الجمهور التونسي الذي كان تفاعله جليا طوال مدّة العرض، من خلال الرقص والزغاريد التي ترددت مع كل أغنية. 


وفي كلمته لموزاييك عبّر حاتم اللجمي عن سعادته بإعتلاءه مسرح مهرجان قرطاج الدولي وفخره بحصيلة العمل والمجهود الذي انطلق منذ سنوات والذي ارتأى لعرض البارحة.


وأكد اللجمي أن المشروع يضم أبناء وأولاد وزملاء متخرجين من المعهد العالي للموسيقى أي أشخاص ذوي خبرة موسيقية فنية بحت.


وعن احتمالية العمل بالشراكة مع مشاريع أخرى في نفس النسق الموسيقي والفني على غرار "عشاق الدنيا" و"الزيارة" "الحضرة" و"النوبة" رحب اللجمي بالفكرة وثمن العمل الذي يقوم به كل من سامي اللجمي وعبد الحميد بوشناق والفاضل الجزيري. 


وعن الغاء عرض المهدية الذي كان من المقرر إقامته في 2 أوت، بين اللجمي أن سبب الإلغاء خارج عن نطاق المجموعة وأن الإشكالية إدارية بحت. 


وأما عطيل معاوي فقد تحدث عن اختلاف تجربته في عرض "الربوخ" عن تجاربه الأخرى التي اعتلى فيها مسرح مهرجان قرطاج الدولي كموسيقي لا كمؤد، مؤكدا أيضا على خصوصية العرض وأهمية برمجته في الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي قائلا  "انشاء لله يكون حفل قرطاج الإنطلاقة الحقيقية لعرض الربوخ".


وعن العروض القادمة بيّن معاوي عن امكانية تطويرالعرض من الناحية الفنية  وتجديده دون المساس بجوهره أو التغييرفي الموروث. 

جمهور قرطاج ضيف دار ''اركز هيب هوب''..


وفي الجزء الثاني من سهرة 12 أوت 2023، كان للجمهور موعد مع مجموعة "اركز هيب هوب".


"اركز هيب هوب" هو مشروع فني موسيقي اجتمع سنة 2016 ببادرة من مجموعة "الدبو"، يعمل على المزج بين الأصالة والحداثة، إيقاعات وألحان تتراوح بين الراب، والهيب هوب، والمزود جمعت كل من مهدي شمام El Massi، قيس ككلي VIPA، أنيس المحواشي Tiga Blackna ومحمد علي شبيل.

في كل عرض تثبت مجوعة "اركز هيب هوب" تفردها الموسيقي حيث تعمل على دمج أنماط موسيقية مختلفة منطلقها جملة من التحديات والقضايا التي يواجهها المجتمع التونسي في قالب فني ديناميكي ثوري.


 وفي عرض قرطاج اختارت الفرقة أن تضفي صوتا نسائيا لأول مرة "نجاة ونيس" التي دخلت عالم "الدبو" مصحوبة برنات صوتها الشجي ومزجها بين كل من الجاز والسول والهيب هوب من خلال تأديتها لأغنية "يعجبكشي!" مع مهدي شمام.


رحبت المجموعة بجمهور قرطاج على طريقتها الخاصة من خلال المقومات الفنية الركحية التي كانت حاضرة على المسرح من مصابيح  وكراسي وشاشة تخللتها مقاطع فيديو تسامر الجمهور بين الأغنية والأخرى. مشهدية جعلت من الجمهور ضيفا في رحاب مسكن "اركز هيب هوب" و"الدبو" ومعتريات حياتهم اليومية.


راوحت الفرقة بين تأديتها لأغاني جديدة وقديمة على غرار "حويتة" "عكس الناس" "يا لطيف" "خمسة" وأغنيتهم الشهيرة "لعريبة" التي قدمتها الفرقة بتوزيع سيمفوني جديد خصيصا لمهرجان قرطاج الدولي والتي تفاعل معها الجمهور بكل حماس وطاقة، أغاني سعت من خلالها الفرقة الى تجديد الموروث التونسي، إبرازه وترسيخه، كواجهة جديدة للساحة الموسيقية التونسية.


وفي تصريحهم لموزاييك عبر كل من أعضاء المجموعة مهدي شمام El Massi وقيس ككلي VIPA وأنيس المحواشي Tiga Blackna عن سعادتهم بعرضهم الأول على مسرح مهرجان قرطاج الدولي، كما توجهوا بالشكر للجمهور على دعمه المتواصل لمشروعهم. 

وتوجه قيس ككلي VIPA في كلمته بالشكر الكبير لكل من "زياد ليتيم" و"مروان روين" في السينوغرافية الركحية، و"جهاد الخميري" و"مكرم رضواني" في التوزيع الموسيقي للأغاني. 


وأما الفنانة نجاة ونيس فقد صرحت أنها لاطالما كانت ترغب في العمل مع مجموعة "اركز هيب هوب" وأنها رحبت بمشاركة المجموعة هذه التجربة بأغنية "يعجبكشي!" التي كانت ببادرة من عضو الفرقة "مهدي شمام". 


عبرت ونيس أيضا عن رغبتها في إصدار أغنية "يعجبكشي!" والعمل مع المجموعة في مشاريع مستقبلية. 


وفي هذا السياق، بيّن "مهدي شمام" أن هذا التعاون لم يأت من محض الصدفة، حيث أن "نجاة ونيس" كانت الخيار الأول والمناسب لهذه الأغنية. كما أضاف أن "الباب مفتوح" للتعاونات الفنية بشكل عام. 

 

كما تحدث مهدي في كلمته أيضا عن رغبته في فتح المجال لفرق ومجموعات موسيقية أخرى في نفس اللون الموسيقي لتقديم عروض في إطار مهرجان قرطاج الدولي. 


أما "أنيس المحواشي"، فقد تحدث عن أهمية المسؤولية أمام الجمهور والسعي لتقديم ماهو أفضل. 


وعن مختلف مقاطع الفيديو التي تم عرضها خلال العرض، صرح أنيس أنها تعبير عن تونس وأنها تحمل رسائل ضمنية موجهة لكل فرد في تونس أو أي مكان بالعالم للمقاومة والتغيير والتشبث بالحلم والطموح.


هديل الهمّامي